هل العقود مقابل الفروقات حلال للمسلمين؟

العقود مقابل الفروقات

عقود الفروقات، أو العقود مقابل الفروقات ويرمز لها بـ CFDs هي: “عبارة عن اتفاق بين طرفين وهم ” المشتري ” و” البائع “، وقيمة هذا الاتفاق أو العقد تقوم على الأصل الأساسي. في نهاية العقد، أو عندما تقرر الأطراف المتعاقدة إغلاق الصفقة: يقوم البائع بدفع الفرق بين السعر الحالي للأصل، وبين سعره أثناء فتحه للمشتري، وذلك فيما لو كان ارتفعت قيمة الأصل الاساسي. وعلى العكس تماماً، لو أن قيمة الأصل قد انخفضت، وكان الفرق بين السعر الحالي وبين السعر الأولي سالباً، فعندها يقوم المشتري بدفع الفرق للبائع.

في العقود مقابل الفروقات يراهن المتداول على تحرك السعر لأعلى أو لأسفل. المتداول الذين يتوقع حركة صعودية في السعر سيشترون العقد، في حين أن المتداول الذي يرى حركة هبوطية معاكسة للسعر، فسوف يتجه إلى بيع مركز. يتم تجميع صافي الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع معًا. يتم تسوية صافي الفرق الذي يمثل الربح أو الخسارة من التداولات من خلال حساب الوساطة الخاص بالمستثمر.

كيفية عمل العقود مقابل الفروقات

تعتبر CFDs أو العقود مقابل الفروقات من أشكال التداول المالي المُستخدمة على نطاق واسع في العالم الإسلامي. يتيح لك هذا الإجراء توقع ارتفاع أسعار الأصول المالية أو انخفاضها. يمكنك التداول من خلال العقود مقابل الفروقات في كل من السلع الأساسية، أزواج العملات، الأسهم، المؤشرات وغيرها.

من خلال تداول العقود مقابل الفروقات، لا تتعامل مباشرة مع الأصل الأساسي سواءً كان أسهم أو عملات وغيرها، ولكنك فقط تتداول على سعرها الأساسي. ومن خلال التداول، تحتاج إلى توقع ما إذا كان سعر الأصل المالي سيتحرك لأعلى أو لأسفل.

العقود مقابل الفروقات من المنتجات المالية ذات الرافعة المالية. هذا يعني أنك تحتاج فقط إلى دفع جزء صغير من إجمالي الصفقة لفتح مركز في السوق. هذا يختلف عن أشكال التداول الأخرى بحيث أنه يتيح لك التداول على “الهوامش”. من خلال التداول بهذه الطريقة، يمكنك الحصول على عوائد أسرع. لكن بنفس الوقت، سوف تتضخم الخسائر إذا انخفضت الأسعار. في العقود مقابل الفروقات، تعتمد الأرباح والخسائر على القيمة الكاملة لتداولك.

يحظى تداول العقود مقابل الفروقات بشعبية بين المستثمرين لأنه يتيح لهم التحكم في محفظتهم بمزيد من المرونة. عندما تفتح حساب تداول وتستخدم فيه العقود مقابل الفروقات، يمكنك تحديد مبلغ ثابت للتداول. سوف يرتفع هذا المبلغ مع كل نقطة مع تحرك السوق للأعلى. في العقود مقابل الفروقات، إذا اعتقد المستثمر أن سعر السهم سيرتفع، فعليه النقر فوق زر الشراء لتأمين السهم.

مثال على عمل العقود مقابل الفروقات: بدلاً من شراء 1,000 سهم من شركة تيسلا (مثلًا) من وسيط أسهم، يمكنك شراء 10 عقود من تيسلا من خلال وسيط يقدم منصة تداول العقود مقابل الفروقات. عند ارتفاع سهم تيسلا بمقدار 5 دولار، فسوف تحصل على قدره 5,000 دولار، تمامًا كما لو أنك اشتريت الأسهم الفعلية التي يتم تداولها في البورصة.

هل عقود الفروقات حلال أم حرام في الإسلام؟

إذا اشتمل نظام تداول الفوركس على الرافعة المالية أو الهامش، فهو محرم؛ لما فيه من الجمع بين الدَين والسمسرة. وإذا اشتمل على الهامش ورسوم التبييت، فهو أولى بالتحريم؛ لجمعه بين السلف والسمسرة، والقرض الربوي.

تداول العقود مقابل الفروقات حرام في الإسلام والسبب وراء ذلك بسيط للغاية. بشكل أساسي، في العقود مقابل الفروقات، لا يمتلك المتداول أي نوع من المنتجات. فهو يتوقع السعر الأساسي لذلك الأصول المالي إن كان سيرتفع أو ينخفض ​​دون امتلاك الأصل فعليًا.

أي أنك تشتري وتبيع ما لا تملك، بهدف أن يحصل البيع قبل الاقتراض، كأن يقوم الوسيط المالي ببيع الأسهم نيابة عن العميل، وإيداع حصيلة البيع في حسابه دون أن يتملك العميل لهذه الأصول.

لا توجد مشكلة في مبادلة أصل مالي بأخر إذا لم يكن من جنسه وكان الربح الحاصل منها حلال. ولكن منح الوسيط الاعتماد لرأس مال العميل (الرافعة المالية) إذا كان بعنوان اقراض العميل والذي يستلزم ذلك الحصول على الربح، فهذا يعتبر حرام في الإسلام.

العقود مقابل الفروقات حرام في الإسلام، لإن المتداول لا يمتلك الأصل الأساسي للمعاملة المالية. ولإن العقود مقابل الفروقات هي اتفاقية بين الوسيط المالي وبين المتداول على ارتفاع أو هبوط سعر الأصل المالي، فإن الشريعة الإسلامية تعتبر هذه المقامرة غير مشروعة.

العقود مقابل الفروقات في الإسلام

السبب الأول الذي يجعل عقود الفروقات حرام في الإسلام أو يمكن القول أنه يكون مشكوك فيه، هو أن المبلغ الذي توفره شركة السمسرة (الوسيط المالي) لمنح المستثمر أمرًا مباشرًا لشراء الأصل المالي يعتبر بمثابة (قرض).

لذلك، يفرض الوسيط المالي على المتداول أن يقوم بتداول العملات الأجنبية أو غيرها من الأصول المالية من خلال منصة تداول يقدمها هذا الوسيط، وبالتالي يحصل المتداول على مبلغ الهامش الذي يفوق المبلغ الأساسي حتى يتمكن من التداول. وإذا لم يتمكن المتداول من إغلاقه صفقته خلال يوم التداول لإنه لم يتمكن من الوصول إلى غايته في تحقيق الربح المطلوب، فإن الوسيط المالي يفرض عليه دفع فائدة على المبلغ التي تم اقتراضه. وهنا تظهر العقود مقابل الفروقات على أنها إحدى المعاملات المُحرمة في الإسلام لو تم العمل فيها بهذه الطريقة.

من الجدير بالذكر… يطلب الوسيط المالي من المتداول أن يحتفظ برأس مال أكبر في حسابه. والسبب في ذلك، أنه لو تعرض المتداول إلى الخسارة فسيطلب منه الوسيط أن يقوم بإيداع المزيد من الأموال إذا أراد أن يُبقي مركزه مفتوحًا. وإذا لم يقم المتداول بإيداع هذه الأموال لإبقاء المركز مفتوحًا، سيقوم الوسيط المالي بإغلاق المركز وبالتالي إلى خسارة في هذه الصفقة وهذا ما يسمى (نداء الهامش).

هل العقود مقابل الفروقات حرام؟

وفقًا لمبادئ الشريعة الإسلامية فإن العقود مقابل الفروقات حرام في الإسلام، والسبب الأساسي في ذلك هو كيفية فرض الفوائد من الوسيط المالي على المتداول.

هذه الفائدة يُطلق عليها (الربا) في الإسلام، والربا مُحرمة شرعًا. كما أنه لا يمكن للمتداول أن يسحب أمواله بسهولة دون موافقة شركة السمسرة أو الوسيط المالي وهذا أيضًا مُحرم لأنه لا يجب أن تكون هناك أية صعوبات في سحب أموالك (أرباحك) التي بذلت جهدًا للحصول عليها.

كما أن المخاطرة بكمية كبيرة من رأس المال خاصة بالنسبة للمتداولين المبتدئين يعتبر حرام شرعًا.

عقود الفروقات حرام في الإسلام لإن شركة الوساطة أيضًا تقوم بحجز المبلغ الذي يقوم المتداول بإيداعه لديها حتى تقوم باسترداد القرض الذي أخذه المتداول منها. وبالتالي عندما يتعرض المتداول إلى الخسارة فإن الشركة تأخذ المبلغ مباشرة من حسابه.

اشترط الإسلام أن يتم هذا النوع من التداول دون وجودة أية فائدة يتم تحصيلها من المتداول. لذلك، يجوز العمل مع شركة السمسرة/الوسيط المالي الذي لا يشترط أخذ فوائد من المتداول.

هل CFD حرام؟

في نظام العقود مقابل الفروقات (CFD) لا يكون المتداول هو المالك الفعلي للأصل المالي، كما أنه لا يتلقى أية أصول أو خدمات مقابل المبلغ الذي يقوم بإيداعه. قد يربح أموال طائلة أو قد يتعرض إلى خسائر تؤدي إلى فقدان رأس ماله الأولى، بسبب الفرق في قيمة الأصل المالي بين وقت فتح ووقت إغلاق عقد الـCFD.

وبالتالي في الحقيقة، عقود الفروقات هي عملية مبادلة مبلغ أقل من المال مقابل مبلغ أكبر، ومثل هذا التبادل غير مسموح به في الشريعة ويعتبر (حرام) في الإسلام لإنه يقع في نطاق الربا (الفائدة). بنفس مبدأ (المقامرة) عندما يتفق شخصان على أن من سوف يخسر الرهان سوف يدفع للآخر مبلغًا معينًا.

كما أنه يتم تطبيق فوائد يومية (ربا) على فتح عقود الفروقات من قبل الكثيرين من الوسطاء الماليين.

ما هو الحل الذي قدمه الإسلام من أجل استخدام العقود مقابل الفروقات؟

بما أن الإسلام يُحرم أخذ الربا (الفائدة) أثناء المعاملات التجارية بين الأطراف المتعاملة، فقد اقترح الشرع والفقهاء أن يستخدم المتداولين لحسابات التداول الخالية من الفوائد الربوية أثناء تداول عقود الفروقات. وهي ما يطلق عليها (حسابات التداول الإسلامية).

الوسيط المالي الذي يقدم حسابات تداول إسلامية، لا يشترط أي نوع من الفوائد على هذا الحساب أثناء تداول عقود الفروقات. أي أنك تتداول بدون أية فوائد ربوية. لذلك، احرص جيدًا على اختيار الوسيط المالي المُعتمد والذي يقدم حساب تداول إسلامي خال من الفوائد. سوف نقوم إنشالله بتعريفك على وسطاء تداول يقدمون حسابات تداول إسلامية تم التحقق منهم من خلالنا.

سوف نساعدك من خلال موقعنا Halal Trading Brokers في التعرف على أفضل الوسطاء الحلال في جميع أنحاء العالم وليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب. سوف نرشدك إلى التداول في الأسواق المالية وفي أي أصل مالي ترغب به دون أي (فوائد ربوية) من خلال وسطاء تم التحقق من حساباتهم ومعاملاتهم من قبلن.

ما هو الحساب الإسلامي الخالي من الفوائد الربوية؟

حساب التداول الإسلامي هو حساب خالي من الفوائد ولا تقوم فيه بدفع أو تلقي أي نوع من العمولات. ولن يقوم الوسيط المالي بخصم أية أموال من رصيد حسابك مقابل الاحتفاظ بالصفقات مفتوحة طوال الليل. وبالتالي فإن نتائج صفقاتك سوف تظهر خلال فترة زمنية محددة وهي أوقات جلسات التداول الفعلية خلال اليوم.

يتداول ملايين المسلمين من خلال العقود مقابل الفروقات باستخدام حسابات التداول الإسلامية الخالية من الفوائد (الربا). ونحن هنا لمساعدتك في اختيار أفضل حسابات التداول الإسلامية، بالإضافة إلى تقديم أي نوع من الاستشارات المالية حتى تقوم بتنمية محفظتك الاستثمارية في هذا السوق المالي المتطور بسرعة هائلة.