حكم الحسابات الإسلامية في الفوركس من أهم المواضيع التي شغلت بال الكثير من الأشخاص، ويتسائل الكثير هل هذا حلال أم حرام؟ ومن خلال هذا المقال سنناقش هذه الأحكام بالتفصيل، ولكن قبل البدء في شرح أي شئ لابد وأن نتعرف على مصطلح الفوركس.
المقصود بالفوركس
الفوركس في اللغة العربية يعني تداول جميع العملات الأجنبية، ويعتبر الفوركس من أكبر الأسواق المالية على الإطلاق في جميع أنحاء العالم، وقد قدر حجم التبادل فيه يوميًا يتروح بين 5 إلى 6 تريليون دولار يوميًا.
كما يتم من خلال هذا السوق العالمي القيام بتحويل عملة دولة ما إلى دولة أخرى، على سبيل المثال الرغبة في تحويل الدولار الأمريكي إلى اليورو وغيرها من الكثير من العملات، وتقوم عملية التحويل الخاصة بتلك البضائع بين البائع والمشتري بسعر يتم الاتفاق عليه مسبقًا، وقد يحدث تقلبات في الأسعار الخاصة بالعملات الخاصة بهذه الدول بسبب الحجم الضخم للتحويلات التي تتم على مدار اليوم.
حكم الحسابات الإسلامية في الفوركس
الكثيرون يلجأ للحسابات الإسلامية في الفوركس، حتى تتم عملية التداول بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، والتمتع بحسابت تداول فوركس إسلامي للمتداولين المسلمين، وفي هذه الحالة يكون حكم الحسابات الإسلامية في الفوركس، جائز شرعًا لأنه يتناسب مع قواعد الدين الإسلامي.
حكم الفوركس في الإسلام وحكم التداول بالعملات
حكم الفوركس في الإسلام وحكم التداول بالعملات من أكثر الموضوعات التي تشغل بال المستثمرين المسلمين، الذين يكون لديهم الرغبة في الاستثمار في الأسواق المالية، وفي الشريعة الإسلامية عملية تداول العملات الأجنبية أمر جائز شرعًا ولا يوجد به حرج، وأنه من الأمور التي لا تتعارض مع الأساسيات الخاصة بالتمويل الإسلامي، ويرجع سبب أن تداول العملات جائز شرعًا، حيث أن المستثمر يقوم ببيع وشراء العملات، وهذا أمر لا حرج فيه على الإطلاق.
حكم الفوركس في الفوائد الربوية
يرتبط سعر الفائدة في الفوركس بالوسيط، الذي يقوم باعطائك قرضًا، وهذا القرض يكون بشكل غير مباشر من خلال الرافعة المالية، وتكون الفائدة الخاصة بها بمثابة مكافأة للدائن الذي يعتبر وسيط في هذه الحالة، ولذلك تعتبر الفوائد الربوية حرام شرعًا، ويرجع السبب في ذلك إلى دفع الفوائد الربوية.
ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن حساب تداول الفوركس الإسلامي يعتبر حلال، وذلك بسبب عدم احتوائه على دفع رسوم الفائدة.
حكم الحسابات الإسلامية – ما هو بديل الفوائد الربوية؟
يجوز في الشريعة الإسلامية أخذ قرض من المال من شخص بهدف القيام بأي مشروع استثماري، والغرض من ذلك يكون تحقيق الربح والفائدة، ومن ثم يتم القيام بسداد القرض دون وجود فوائد ربوية.
حتى يتم تغطية كافة المصاربف الخاصة بالمشروع الاستثماري، يتقاضى الوسيط جميع الرسوم والعمولات الثابتة، وتكون ذلك مقابل تقديم خدمة إزالة الفائدة المتغيرة، وهذه الطريقة تعد من أكثر الطرق المعتمدة في جميع أرجاء العالم الخاص بالمجتمع الإسلامي حتي يتم تسهيل عملية التداول بكل سهولة ويسر، حيث يكمن الحل في التخلص من الربا، هو وجود حساب تداول إسلامي بدون سواب.
هل التداول بنظام الفوركس يعتبر نوع من أنواع القمار؟
بالطبع القمار في الشريعة الإسلامية أمر حرام ومنهي عنه شرعًا، ولكن عملية التداول التي يتم من خلالها عملية بيع وشراء العملات المالية، ويكون ذلك من خلال الرغبة في كسب المال، من خلال الارتفاع والانخفاض في السعر الخاص بالعملة.
ولهذا الصدد تكون عملية التداول لا تعتمد على فرصة أو حظ مثل القمار، ولكن يتم التنبؤ بعملية التداول من خلال قيام المتداول بعملية التنبؤ بها يقوم على أساس علمي وهو تحليل واستيراتيجية خطة تداول موضوعة.
ولهذا يمكن أن نستنتج أن حكم الحسابات الإسلامية في الفوركس، ليست حرام على الإطلاق، حيث أنها عملية استثمار قائمة على تحليل السوق، وهذا جائز شرعًا ولا يوجد فيه حرج على الإطلاق.
حكم التداول بالعملات على حساب تداول إسلامي
تعتبر الحسابات الإسلامية في الفوركس حسابات حلال، حيث تتم عمليات التداول وفقًا لشريعة الله، وتتم العملية من خلال اتباع المبادئ العامة للاقتصاد الإسلامي، وقد يطلق على حسابات التداول الإسلامي اسم حسابات الفوركس الإسلامي الخالية من الفوائد الربوية بشكل تام.
الفرق بين حساب الفوركس الإسلامي وحسابات التداول التقليدية
يوجد فرق بين حساب الفوركس الإسلامي وحسابات التداول التقليدية، والفرق بينهم يكمن في أن حساب الفوركس الإسلامي تحظر خاصية تراكم الفوائد، وذلك الأشخاص الذين لديهم حسابات تداول إسلامية لا يعتمد على أي نوع من الفوائد الربوية على الإطلاق، حيث يتم إجراء المعاملات على الحسابات الخاصة بالتداول الإسلامي دون تأخير على الإطلاق، حيث تتم عملية تحويل العملات من عملة لأخرى على الفور، وفي نفس ذات الوقت يتم دفع تكاليف المعاملات على الفور.
حكم الحسابات الإسلامية – مبادئ تداول الفوركس الإسلامي
لكي يكون حكم الحسابات الإسلامية في الفوركس حلالًا، لابد وأن يخضع لعدد من المبادئ، والمبادئ تكون كالآتي:
- يتم حظر دفع أو استلام أي شكل من أشكال الفائدة، والتي تعتبر الفائدة الربوية، والذي تعد حرام شرعًا ولا تجوز بأي حال من الأحوال.
- لابد من أن تكون التبادلات فورية، كجزء أساسي من عمليات التداول.
- لا يسمح بتراكم الفائدة على الإطلاق.
- يتم القيام بحظر جميع الألعاب الخاصة بالحظ والمقامرة.
- يتم تقاسم المخاطر والأرباح.
رأي دار الإفتاء المصرية في التداول في سوق الفوركس
لقد قامت دار الإفتاء المصرية إصدار فتوى تنص على أن تجارة سوق الفوركس هي تجارة حرام شرعًا، ولا تتوافق مع الشريعة الإسلامية، وقد إصدرت هذه الفتوي بناءًا على الأسباب التالية:
- يقع ضرر كبير يقع على المتعاملين بتجارة الفوركس.
- قد يجهل الكثير من المتعاملين بتجارة الفوركس بالقواعد العامة للفوركس المهنية، مما يؤدي إلى العديد من الخسائر الفوركس تشبه المقامرة المالية، التي تؤدي في نهاية المطاف إلى الخراب المالي الفادح.
- عدم توافر الحماية القانونية لمتعاقدين بأي شكل من الأشكال، لأن معظم السماسرة تكون التراخيص الخاصة بالشركة يكون مقرها بالخارج.
- يدعي السمسار في الكثير من الأوقات أنه مضارب، مع أنه في الحقيقة ليس إلا وكيل لسمسار آخر، وليس شئ سوى ذلك.
- الفوركس قادر على تهديد المعاملات الإقتصادية للكثير من الدول في جميع أرجاء البلاد.
- عدم استطاعة العملاء على المتابعة المستمرة للعملية المنفذة في الوقت الراهن، ويقوم باظهار أن ما أمامكم لا يكون في نفس وقت التنفيذ.
وفي الختام ننصحك بفتح حساب تداول فوركس إسلامي عبر الإنترنت، لأن الحسابات الإسلامية في الفوركس تعتبر حلالًا شرعًا، لأنه سيعتمد بشكل جزئي على الأدوات الخاصة بك المختارة، وجزء خاص على الوسيط الذي ستقوم باختياره بكامل رغبتك، ومهما كان نوع الاستثمار التي تعمل به عبر الإنترنت، سواء كان هذا الاستثمار خاص بالأسهم أو استثمار خاص بالعملات.
ويمكن أن نستخلص ذلك في أن الحساب الإسلامي لتجارة الفوركس هو الحساب الخالي تمامًا من جميع الفوائد الربوية بجميع أشكالها، وهي الفوائد التي يقوم المتداول دفعها للبنك، حتى يتم ترك الحساب مفتوح وفقًا للمدة التي يريدها، والتي قد تطلب الصفقة الخاصة المتواجدة في سوق تجارة العملات وقت معين لإغلاقها.