البيتكوين يعتبر العملة الأولى التي تعمل بدون الحاجة إلى وجود بنك مركزي، أي أنها عملة غير مركزية تتناقل بين الأفراد دون الحاجة إلى وساطة بنكية.
هل تداول البيتكوين والعملات الرقمية حلال؟
هذا السؤال يشغل الكثير من المهتمين ورجال الأعمال والمستثمرين، هل يعد البيتكوين حرام في استثماره أم حلال وهل يجوز التداول فيه بين المسلمين أم أنه مخالف للشريعة، وذلك لأن سوق العملات الرقمية من الأسواق حديثة العهد في التداول لذلك تدور حولها الكثير من الاشتباهات والتساؤلات، ترجع خطورة عملة البيتكوين في التقلب الشديد للسوق حيث يمكن سقوطها ل50% من قيمتها بشكل سريع مما يعرض المستثمرين للخسارة.
هل البيتكوين حلال أم حرام؟
لازالت الفتاوى المتعلقة بالبيتكوين غير واضحة بشكل كامل، حيث لا توجد فتوى مبينة لتحريم تداول البيتكوين كما لا توجد فتوى تثبت مشروعيته، ولكن تؤخذ هذه الفتاوى بالقياس، ومن خلال هذا القياس يبدو لنا أن الكثير من استخدامات البيتكوين تعد حلالا، قد تكمن عدم مشروعية البيتكوين في بعض طرق تعدينه فلابد من اتباع طرق مشروعة من أجل الحصول على عملة البيتكوين.
قد يختلط عليك الأمر في مسألة استخدامات البيتكوين في عمليات غير شرعية، فإن هذا الأمر لا يعني مطلقا عدم مشروعية البيتكوين، على سبيل المثال المال حلال تداوله في عمليات البيع والشراء وليس معنى أن هناك من يستبدل المال بالمخدرات أو الخمور أو المحرمات إن هذا يشرع تحريمه، نفس المبدأ ينطبق على البيتكوين.
هل تعدين البيتكوين حلال أم حرام؟
إن مسألة التعدين في حد ذاتها ليست حرام ولكن يكمن الحرام في طريقة التعدين التي تتم للعملة، حيث يستخدم البعض أجهزة غير قانونية ومن هنا تكون عملية التعدين محرمة، إذن لابد من توافر شروط تعدين شرعية حتى نستطيع القول بمشروعية تعدين البيتكوين.
حكم العملات الرقمية في الدول العربية
لازالت الكثير من الدول العربية تعتبر تداول العملات الرقمية استخدام غير شرعي أي غير قانوني، بعض الدول العربية صنعت قوانين تجرم من يتداول بمثل هذه العملات حيث أقرت بحظرها تماما، كما جاءت بعض الأحكام الشرعية التي تنص على تحريم تداول العملات الرقمية إلا تحت شروط معينة، ولكن في مجمل القول نستطيع أن نقول بعدم وجود فتوى صريحة متفق عليها حول هذا النوع من الربح حتى الآن، المسألة ما بين مؤيد ومعارض ولكل منهما أسبابه وتوجهاته، لذلك لا ينبغي لأحد على الإطلاق أن يجزم بتحريم العملات الرقمية إلا عن طريق توافر الشروط التي تسمح بتداولها وعلى من يخالف هذه الشروط العلم بوقوعه في طائلة التحريم، ولكن غير ذلك يعتبر هراء حيث أنه لابد من التمحيص أولا.
هل عملة البيتكوين حلال شرعا
رأى دار الإفتاء
جاءت فتوى دار الإفتاء بخصوص تداول البيتكوين على تحريمه، وذلك بسبب ما تسببه من اضطرابات شديدة في الاقتصاد بالإضافة إلى حدوث حالة من عدم الاتزان في الأسواق المحلية، حيث تخضع هذه العملية للغموض وفقدان سيطرة الدولة لأنها تحدث دون الحاجة لوجود قوة مركزية مسيطرة كما سبق أن قلنا لأنها عملة لا مركزية، ويمكن الغش فيها بسهولة من حيث القيمة والمصدر وهنا بتطبيق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( من غشنا فليس منا) وقوله أيضا ( لا ضرر ولا ضرار) يتبين لنا عدم مشروعية مثل هذه العملات في التداول، وبسبب عدم معلومية أصول البيتكوين يصعب توافر الضوابط الشرعية فيها وعليه جاءت الفتاوى على النحو التالي:
- عملة البيتكوين من العملات الصعب التحكم فيها مثل باقي العملات الأخرى، ويرجع ذلك لعدم وجود ضوابط وشروط للتعامل بها ويرجع ذلك لعدم جاهزية السوق لهذه العملة.
- إن التعامل بهذه العملات بالبيع والشراء والحيازة يحتاج إلى تشفير قوي للحماية مع ضرورة عمل نسخة احتياطية لها لحمايتها من عمليات القرصنة والهجمات الإلكترونية لفك تشفيرها وحمايتها من الضياع وحمايتها من السرقة، مما يجعلها غير متاحة للتداول بين عامة الناس بسهوله.
- من المعروف أن الاستثمار المليئ بالمخاطر من الاستثمارات التي لا يرحب بها، حيث تقوم على المضاربة من أجل الحصول على الكثير من الأرباح في عمليات البيع والشراء، كل هذا يعرض المستثمر في عملة البيتكوين إلى مخاطر جسيمة.
- في حالة أي خطأ قد يخسر المستثمر كل رأس ماله، ولا يستطيع استرداده مما يعرضه للخطر وعدم القدرة على حماية نفسه.
- من خلال البيتكوين يمكن القيام بالكثير من العمليات الممنوعة، مثال على ذلك يمكن استخدامها في عمليات غسيل الأموال والممنوعات بمختلف أنواعها، لذلك تعتبر عملة البيتكوين من العملات التي لا تخضع للحماية القانونية.
- عند اللجوء إلى استخدام البيتكوين في التداولات فإن هذا الأمر يحتاج إلى ما يسمى بعملية تشفير العملة، وهذه العملية تخضع لضوابط كثيرة يصعب التحكم فيها، وتتعرض للكثير من عمليات القرصنة، كما أن تشفير البيتكوين قد يتعرض لهجمات إلكترونية شرسة مما يجعل العملية غير مضمونة، كل هذا يعد تعرض المتداول بالبيتكوين في وضع مخاطرة كبيرة مما يستدعي الخوف والحرص والحيطة.