حكم تداول الخيارات الثنائية من أهم الموضوعات التي شغلت بال الكثير من الأشخاص في وقتنا الحالي، ولذلك سنقوم في هذا المقال بتقديم عرض توضيحي عن كل ما يخص هذا الموضوع، كل ما عليك فعله هو قراءة المقال لمعرفة المزيد من المعلومات.
الخيارات الثنائية يقصد بها أسلوب خاص للتداول في أسواق البورصة، يعتمد في أساسه اعتماد كبير على الربح والمكاسب التي تنتج عن التوقعات الخاصة بالتغيرات التي تطرأ على الأسعار الخاصة بالأصول المتداولة.
طريقة التداول في الخيارات الثنائية
تعتمد طريقة التداول في الخيارات الثنائية على القيام بتحديد المبلغ الذي سيتم ربحه في الصفقة،وبمعنى آخر أن المستثمر إذا قام بتوقع الربح الخاص بالصفقة، في هذه الحالة سيربح الثمن الذي توقع ربحه بينما إذا كان التوقع خاطئًا، في هذه الحالة سيخسر المبلغ الذي يستثمر به بالكامل، وهذا ما يجعل التداول بالخيارات الثنائية أشبه بالمراهنة والقمار ويعتبر مغامرة بحد ذاته، لأنك تقوم بالمغامرة برأس المال بالكامل.
حكم تداول الخيارات الثنائية
قد تم إصدار قرار من مجمع الفقه الإسلامي بأن تداول الخيارات الثنائية محرمة شرعًا ولا يجوز التعامل بها في أي حال من الأحوال، حيث أنها تتنافى مع قواعد الدين الإسلامي، لأنها أشبه بالمقامرة والرهان وبما في ذلك مخاطرة كبيرة برأس المال التي من الممكن أن تخسره بالكامل ويسبب لك العديد من الخسائر الفادحة.
حكم تداول الخيارات الثنائية على الإنترنت
المقصود بتجارة الخيارات الثنائية على الإنترنت هي تجارة تخص التنبؤ باتجاهات العملات، حيث إذا كان التنبؤ الخاص بالمستثمر صحيح يقوم بربح 80% على المبلغ الكامل للمستثمر، وإذا كان التنبؤ الخاص بالمستثمر خاطئ هذا يؤدي إلى خسارة المال بالكامل.
والحكم الشرعي يكون أنه لا يجوز التجارة في الخيارات الثنائية وهذا يكون بسبب أن المعقود عليه ليس مال ولا منفعة وهذا سكون الشرط الأساسي حتى تكون عملية البيع صحيحة، ولكن في هذه الحالة يكون المعقود عليه له الحق في الشراء والبيع بمبلغ محدد، والمبيع يقصد بها هنا هو الاختيار نفسه ولا يجوز أن يتم بيعه أو شراءه.
وقد صدر قرار مجمع الفقه الإسلامي ينص على أن عقود الاختيارات الثنائية حيث أن المعاملة التي تجري في الأسواق المالية العالمية تعتبر عقود مستحدثة لا تمت لأي نوع من أنواع العقود الشرعية المسماة، كما جدير بالذكر أن العقود لا تجوز في البداية فلا تجوز في النهاية، وهذا ما يجعله عقد غير جائز شرعًا.
الحكم الشرعي لتداول الخيارات الثنائية
يوجد العديد من الاختلافات الفقهية التي يتضمنها هذا النوع من التداول، وهذه الاختلافات تكون على النحو التالي:
● الغرر
يقصد بها الشيء الذي يكون مجهول العاقبة، وتحتوي تداول الخيارات الثنائية بأنها تحتوي على عدم معرفة العقد من عدمه، كما أن المشتري والبائع يقومون بتداول الرهان بأنفسهم ولا يكون مرتبط بسلعة معينة.
● القمار
يقصد بالقمار عملية الرهان التي تحدث بين فرد واحد أو مجموعة من الأفراد، وشبهت القمار تتواجد في المعقود عليه، ويقصد بذلك أن يكون للمشتري الحق في ممارسة العملية لكي يجني المكاسب والأرباح أو في مواجهة خسارة جسيمة خاصة بالملتزم أو وجود الحق للمشتري في الممارسة لكي يخسر ويقابله في هذه الحالة كسب الملتزم، وتتم في هذه الحالة ما يعرف باسم بالتسوية النقدية، التي يتم فيها دفع فرق سعر التنفيذ وسعر السوق من قبل المتعاقدان، وقد يختلف الهدف الخاص بالمتعاقدين وتشمل المضاربة الخاصة بفروق السعر أو أخذ الاحتياطات من تقلبات الأسعار وهذا ما يجعل الأمر يدخل تحت بند المقامرة.
● المخاطرة الصريحة
تحتوي هذه المعاملة على قدر كبير من المخاطرة حيث أنها لا يتوفر فيها حق الامتلاك لأصل معين مقابل الحصول على المال، ولكن كل طرف يبذل قصارى جهده ليحقق الخسارة الخاصة بالطرف الآخر حتى يحقق المكسب والربح المنشود، وهذا ما يعرض الأموال للخسارة الكبيرة، وهذا ما حرمه الشرع لأنه يتنافى مع مبادئ الدين الإسلامي.
وبناءً على ما سبق يتضح أن لا يجوز تداول الخيارات الثنائية، بالإضافة لذلك قد أجمع الجميع سواء دور الإفتاء أو المجامع الفقهية على عدم جوازه بأي حال من الأحوال لما تحتوي هذه المعاملة على محاذير شرعية محرمة.
هل يُرخص تداول الخيارات الثنائية؟
لا يجوز التعامل بهذه المعاملة لًأنها كما سبق وذكرنا أنها محرمة شرعًا، وهذا الحكم بناءً على أنه المعقود عليه ليس بحق مالي يجوز الاعتياض عنه، ولكن إذا انتفى ذلك الأمر وكان المعقود عليه من الممكن الاعتياض عنه، في هذه الحالة يجوز تداول الخيارات الثنائية.
الخيارات الثنائية مجال خصب للمحتالين
تعتبر الخيارات الثنائية مرتع خصب للمحتالين وذلك يرجع إلى خطورتها الشديدة، لأنها تعتمد اعتماد كامل على عامل الحدس، وبناءً على ذلك تم حظر التعامل بمثل هذه المعاملة من قبل الكثير من الهيئات الرقابية المالية، كما جدير بالذكر أنه يوجد العديد من الشركات التي تدعي التداول عبر الإنترنت وخداعهم بالأرباح التي سيتم الحصول عليها، وبعد ذلك يتم النصب على هؤلاء الأشخاص من قبل تلك الشركات المزيفة.
أنواع عقود الخيارات
عقود الاختيارات يقصد به العقود التي يتم تداولها خارج المقصورة، وتنقسم إلى نوعين وهما: خيار الشراء وخيار البيع
خيار الشراء
خيار الشراء هو الخيار التي يتم من خلاله منح المشتري الحق في شراء الأداة المالية التي لها علاقة، ولا يوجد أي التزام من قبل المشتري بالشراء إذا لم يكن الثمن في صالحه ويكون ذلك ممتد لتاريخ انتهاء الصلاحية المحددة والتي يطلق عليه سعر التنفيذ.
خيار البيع
خيار البيع يقصد به خيار يتم من خلاله منح المشترى الحق في بيع الأداة المالية ولا يتوافر به أي نوع من أنواع الالتزام المشترى بالبيع ويكون هذا ممتد لتاريخ انتهاء الصلاحية ويطلق عليه اسم سعر التنفيذ.
وعند القيام بعملية الدمج بين خيار البيع وخيار الشراء من الممكن أن ينتج باقة متنوعة ومتميزة من الاستراتيجيات التي من الممكن أن تحقق عدد من الأرباح لا حصر لها.
بدائل التداول في الخيارات الثنائية
يوجد العديد من البدائل الخاصة بالخيارات الثنائية التي من الممكن أن تكون أقل مخاطرة من التداول بمثل هذه المعاملات، وذلك يكون من خلال التعامل مع مواقع ذات ثقة كبيرة ومرخصة، كما ينصح بعدم التعامل مع منصات تداول الخيارات الثنائية على الإطلاق، إذا كنت من المحترفين في السوق يجب أن يكون لك وسيط مالي موثوق به.
هل توجد شركات تداول خيارات ثنائية مرخصة في السعودية؟
لا يعتبر تداول الخيارات الثنائية من الأشياء المرخص بها في السعودية، حيث أنها من الأدوات المالية التي يمنع التعامل من خلالها، ولذلك يتوجب عليك بدء التداول مع شركات في السعودية تتعامل بمشتقات بديلة، وتتميز بكونها أكثر استقرار وأمان مقارنة بالتداول الخيارات الثنائية.
وفي الختام لقد قمنا في هذا المقال بشرح تفصيلي لكل ما يخص الخيارات الثنائية التي تعتبر طريقة من الطرق الخاصة بالتداول الصكوك الخاص بالأموال وتعتبر مشتق من المشتقات المالية، ولكن يجب أن نتجنب التعامل بمثل هذه المعاملة لأنها محرمة شرعًا ولا تجوز.